برز شادي زيدان في العام الماضي من خلال دورين مختلفين كثيراً، واعتبر أن الحظ ساعده على عملية التنويع الضرورية طيلة الفترات الماضية مما مكنه من تحقيق معادلة الموازاة بين النوعية الإيجابية والسلبية. ويشير الى أنه لم يعتذر عن أدوار كثيرة لأنه لا يقبل بتلقي عروض مسبقة تضعه في أدوار ضعيفة ليضطر للاعتذار عنها. وبعد تعدد مراحله الفنية مع الكوميديا وشخصياتها السلبية، حيث قرر مؤخراً الاستمرار ضمن الدراما الجادة لأن الكوميديا لا تتيح للعناصر التمثيلية تقديم أداء مؤثر مهما كانت نوعية أدوارها، حسب تأكيده في الحوار التالي:
هل تحاول العودة إلى الأدوار الإيجابية خلال المرحلة الجديدة؟
حاولت في مرحلتي الحالية إجراء تغيير في ملامحي السلبية السابقة من خلال عمل واحد هو مسلسل “الواهمون”، وأعتقد أن هذه النوعية من الأدوار تناسبني كثيراً، لكنني في الحقيقة أفضّل الأدوار السلبية وأحرص على تقديمها في كل موسم درامي.
لماذا كنت تحرص على الاستمرار بتمثيل الأدوار السلبية في مراحلك السابقة؟
جرّبت الأدوار الإيجابية في المسلسلات الكوميدية، لكنني لم أشعر بأهميتي من خلالها لأنها لا تتضمن نسبة مرتفعة من المواقف الدرامية المتميزة مما لا يتيح لي إبراز أدائي، بينما الأدوار السلبية تميزت بمواقفها المتغيرة والدليل دوري في مسلسل “الوزير وسعادة حرمه” في رمضان الماضي حيث مكنني من تقديم أداء متناسب مع أحداثه المتشعبة ومواقفه المتغيرة.
هل اندفعت نحو هذه النوعية من الأدوار بعد مشاركتك بمسلسل “عيلة النجوم”؟
أدواري في سلسلة “عيلة النجوم” لم تكن سلبية بالمطلق، رغم أنني جسدت شخصية رجل مزواج واعتمدت على الاحتيال الطريف لأوفي بالتزاماتي المعيشية تجاه أربع زوجات، كما جسدت شخصية رجل نافذ ومتحكم ويبحث عن العلاقات النسائية دائماً، ومثلت عدة شخصيات أخرى، وفي النهاية اقتنعت أن الكوميديا تقلل من تأثير الدور القوي والمتكامل، ولا تتيح للممثل أن ينفعل من أعماقه، لذلك بدأت أتجه نحو الدراما الجادة.
هل وصلت إلى الموقع المناسب بعد سلسلة من الفرص الدرامية؟
لا بالطبع لأن كل ممثل لا يشعر بوصوله للموقع المناسب مهما تعددت فرصه، ولكن فرصي كانت أكثر بكثير من أبناء جيلي، وأدواري متنوعة بشكل واضح.
ما هو الموقع الذي تسعى للوصول إليه؟
لاشك أن كل فنان يسعى لتحقيق طموحاته بكل إمكانياته، وقدّمت إمكاناتي وطورتها باستمرار، ولكن تحقيق كل الطموحات أمر صعب للغاية.
هل تشكّل قوة المنافسة في الوسط عراقيل أمام تحقيقك لطموحاتك؟
لم أدخل مجال المنافسة مع زملائي، وانتظرت فرصي بتريث وهدوء، وساعدني على تحقيق عدة فرص وجود أخي أيمن في مجال إدارات الإنتاج، مما لفت إليّ الأنظار وبدأت بالحصول على فرص كثيرة في الأعمال الفنية.
لماذا لم يوفر لك أخوك أيمن الأدوار البطولية؟
شاركت في عدة مسلسلات من إخراجه أو من إنتاج الشركات التي يديرها، ولم أبحث عن دور بطولي على الإطلاق رغم اقتناع أخي بقدراتي التمثيلية، ورضيت بكل دور رشحني لتمثيله عن اقتناع تام.
هل أعطتك الأعمال الأخرى فرصاً مشابهة؟
أعطتني عدة فرص مهمة جداً، والدليل دوري في مسلسل “الواهمون”، حيث جسدت شخصية صعبة ومفصلية ومحكومة بتغيرات متصاعدة.
كيف تقيّم هذا الدور الإيجابي عند مقارنته بدورك السلبي في مسلسل “الوزير وسعادة حرمه”؟
الدور الأول يظهرني كطالب متفوق في الجامعة، يهوى الرسم ويشارك في المعارض ويتعرض لإغواء فتاة جميلة وثرية، لكنه يصمم على مدى الأحداث بإبقاء ارتباطه بخطيبته المنتمية إلى طبقته المتوسطة، بينما الدور الثاني يقدمني من خلال شخصية مدير فاسد ومرتشٍ وانتهازي، وهذا الاختلاف بين أحداث الدورين لا يتيح لي إجراء مقارنة صحيحة.
كيف تمكنت من تحقيق هذا التنويع؟
لن أقول إنني اعتذرت عن أدوار كثيرة واخترت الدورين المذكورين ولكنني أؤكد أن الحظ يلعب دوره في حياة الممثلين مما يتيح لهم الظهور من خلال عدة أدوار متناقضة ومختلفة كثيراً، وأنا أعتبر أن الحظ ساعدني على هذا الظهور المتميز من خلال دورين أساسيين.
كيف ستكون أدوار المرحلة القادمة؟
لاشك أن كل موسم يشكّل أساساً قوياً للموسم الذي يليه، ولاشك أنني لن أتنازل عن مستوى الأدوار الذي وصلت إليه، وسأعتذر حتماً عن كل دور ضعيف.
هل بدأت تشعر بوجود عراقيل تعيق تقدمك؟
لا لم أشعر حتى الآن، وقبل فترة قرأت دوري في مسلسل “رجل الانقلابات” وشعرت بأن ما أسسته سابقاً سيوصلني إلى مستوى مرتفع، كما شعرت أن اهتمامي الدائم بالكوميديا حال دون أخذ فرص مهمة ضمن الأعمال الجادة، وهذا اتضح لي مؤخراً حينما تلقيت عدة عروض في مسلسلات الموسم الجديد، ولكنني لم أتفق على أي دور حتى الآن.
هل تضع شروطاً مسبقة؟
لا على الإطلاق لأنني أقبل بالأدوار المعروضة عليّ أو أعتذر عنها من دون شروط طالما أن المخرجين اختاروني لها، ولكن لابد أن أدقق في مستوى ما سأقدمه في الأعوام المقبلة.
لم تظهر في دور ضعيف أو صغير المساحة حتى الآن، هل تعتذر عن هذه النوعية مسبقاً؟
بالفعل أعتذر عن هذه النوعية لأنني أرفض الوجود على الهامش وتقديم تنازلات فنية أنا بغنى عنها، وبالمقابل لا أطالب بأدوار بطولة مطلقة.
هل ترى الآن أن أساليب كتابة المسلسلات لا تتيح للنجوم السابقين أدوار بطولة مطلقة؟
أنا ضد البطولة المطلقة في الدراما لأنها تضعف الخطوط الدرامية الأخرى، وأعتقد أن قفزة الدراما الواسعة في الموسمين السابقين تحققت بفضل النصوص التي وزعت البطولات على عدة خطوط، مما مكّنها من معالجة كل جوانب الواقع.
ولكن مازال الكثيرون يبحثون عن بطولات مطلقة من دون اكتراث بإضعاف الأعمال الفنية؟
أكثر الزملاء الذين يحرصون على البطولة المطلقة يديرون شركات إنتاج، أو ينتجون أعمالهم بأموالهم أو بأموال شركات تمولهم بشكل خاص، باستثناء أخي أيمن الذي يحرص على تقديم نصوص مرتكزة على عدة محاور درامية.
هل تضع آمالاً إضافية على دورك في مسلسل “حسيبة”؟
كنت أعتبر الدور تكميلاً للدورين السابقين، ولكن المسلسل لم يعرض في رمضان الماضي، والآن سيعرض في الشتاء، وسيشكل إضافة مهمة لي لأن هذا المسلسل يتميز بارتكازه على أحداث رواية حسيبة للكاتب خيري الذهبي، وبرصده لملامح صادقة في البيئة الدمشقية خلال الفترات القديمة.