حوار ولمحة عن حياة الفنان ليث المفتي

بدأ دراسته في المعهد العربي للموسيقا منذ السابعة من عمره,وتخرج منه في المرحلة الثانوية ثم تابع دراسته الأكاديمية في المعهد العالي للفنون المسرحية,وتخرج منه عام 2000 و بعدها عمل معيداً لمادة الإيماء لنحو
عام,وتدرب لمدة سنة و نصف على أداء الغناء الأوبرالي و خاض تجربة الغناء مرتين مع الفرقة الوطنية السيمفونية خلال دراسته المعهد العالي للفنون المسرحية .
هو من مواليد 1977/5/17 لنتعرف أكثر على الممثل ليث المفتي :

* في البداية,هل ثمة ولادة مبكرة لموهبة التمثيل لديك,وكيف بدأت تتشكل معالمها ..؟
** طبعاً حالة الاستعراض لدي بدأت مبكرة,من عمر 7 سنوات و أول من شدني إليه هو الفنان (ياسر العظمة) و قد لفت نظري بتعدد شخصياته و تنوعها من خلال مرايا (84 . 86 . 88 وحبي الكبير لهذه الأعمال دفع والدي إلى تسجيلها على الفيديو ليتسنى لي روئيتها,مراراً و تكراراً,إضافة لحالة التقليد أو ما سميته الاستعراض
بدأت منذ ذلك الحين حين كنت أدرس في المعهد العربي للموسيقا .

* ما هي برأيك أدوات الممثل و كيف يعمل على تطويرها ؟
** أدوات الممثل عيناه, صوته, جسده, بكل تفاصيله, ليونته الجسدية وحتى النفسية , و المرونة التي تجعل الممثل يتقمص شخصيات بعيدة تماماً عن شخصيته الحقيقية , كل هذه الأمور قد تشكل أدوات الممثل , وتطويرها
يأتي من خلال القراءة المستمرة و الاحتكاك الدائم مع الآخرين من جميع الأعمار و الجنسيات , و متابعة أعمال الزملاء السوريين و العرب و حتى أعمال الممثلين الغربيين . كل ذلك يعمل على تقوية أدوات الممثل ويجعلها متمكنة أكثر .

* كيف تم اختيارك لدور فاضل في (أسياد المال) ؟
** أساساً مسلسل أسياد المال ,قرأته 3 مرات , وهذا الخط خط مجرمين ,كان مختلفاً تماماً, والأستاذ
(يوسف رزق) , قام بتعديله حتى أصبح كما شاهده الناس, بداية أنا أحببت الشخصية بشكل كبير ,لبعدها الكامل عن شخصيتي الحقيقية فدخلت في رهان مع نفسي كما راهن علي المخرج , وهناك تعليقات سمعتها تقول :
كنت لا تطاق في دور فاضل كشكل , و كمضمون , وبالرغم من ذلك أحببناك , وهنا أقول أن هذا سر من أسرار
(يوسف رزق) .

* هل المهم هو حجم الدور أم أن يحمل بين طياته / نصيحة / كدورك في (حاجز الصمت)؟
** أول دور عملته كان مشهداً واحداً , ويسعدني أنني أصعد السلم درجة درجة .
ودور (رامي) في (حاجز الصمت) لم يكن دوراً كبيراً , لكنه كان مؤئراً ,أما أن يحمل الدور نصيحة فهذا هو هدف الدراما أساساً , لأن التوجيه المباشر وقعه ثقيل على الملتقي سواء كان صغيراً أم كبيراً , وميزة الدراما أنها تتوجه بطريقة غير مباشرة للمشاهدين و المؤكد أن تأثيرها أهم من كثير من الإعلانات التي تقطع المسلسل لتحذر من التدخين أو الإيدز أو غيره .

* مشاركتك في مسرحية (حكاية علاء الدين) هل هي حنين إلى الأصل ؟
** لن أبدأ بالتملق و أقول (عيوني بتدمع لمل بعمل مسرح ومن هالكلام) فأولاً و أخيراً أنا ممثل وعملي في المسرح هو كعملي في التلفزيون أو السينما , ولا شك أن تجربتي في المسرح تجربة جميلة و خصوصيتها تكمن في كون ردة الفعل آنية ومباشرة .

* كنت حاضر في العمل التاريخي (الظاهر بيبرس) من خلال دور (سيف الدين قلاوون الألفي) لنتحدث عن هذه التجربة ؟
** هذا العمل من أحب الأعمال إلى نفسي , وأتحدث عنه بحب كبير برغم التعب و الإرهاق وساعات الماكياج الطويلة , التي قد تكون من أجل لقطة وبالرغم من خضوعي لعمل جراحي بسبب مشاهد الخيل , لكني سعيد لتأدية ذلك الدور , الذي اعتبر أنني تمكنت من امتلاك مفاتيحه ومن الممكن أنه بفضل هذه المفاتيح , تمكنت من الهروب ولكن للحظات قليلة فقط .

* برأيك ما سبب الفتور العاطفي عند الممثلين تجاه الأعمال التاريخية , و الذي يقابل اندفاع جامح نحو الدراما المعاصرة أو (المودرن)..؟
** قد يكون سبب توجه الفنانين بحب أكبر , إلى الدراما المعاصرة , كون نسبة المتابعة للأعمال التاريخية , غالباً ما تكون نخبوية من قبل أشخاص مهتمين بالتاريخ , إضافة إلى أن التعب مضاعف في العمل التاريخي و الأجر أقل بكثير من الجهد المبذول , عدا عن أنه لا يوصله إلى الشهرة مثل ما يوصله إلى دور كوميدي , مكتوب بشكل جيد .

* عندما تشاهد الأدوار النسائية في الدراما السورية , هل ترى شيئاً من الإجحاف ..؟
** لا , بل أجد الإنصاف للطرفين , للرجل و المرأة , أي أن الأدوار موزعة بين الاثنين كما هي في الحياة .

* ماذا تقول عن ظاهرة الممثلات غير المتخرجات من المعهد المسرحي ؟
** أراها ظاهرة صحيحة , لأنه ليست جميع الخريجات جيدات , وليست جميع الممثلات غير الأكاديميات سيئات , على العكس هناك الكثير من الممثلين و الممثلات العباقرة بالتمثيل وهم ليسوا خريجي معهد التمثيل , بالنهاية لا يصح إلا الصحيح . فالثقافة و الوعي و القرارات و الخيارات كلها تجعلك مؤهلاً للعب هذا الدور أو لا.

* قيل عن الدراما السورية , حيناً إنها تحلق بلا منافس , وأحياناً إنها آيلة لسقوط فكيف تراها ..؟
** الدراما السورية تتطور وتزدهر وستستمر بإذن الله , ووجود منافس لها يزيد من قوتها ولا يضعفها , وأكبر دليل على تمكنها ,هو الطلب الكبير على نجوم الدراما السورية من قبل المصريين , مع أننا نعلم تعلق المصريين بمصريتهم , وحتى التعصب في بعض الأحيان .

* كنت في رمضان المنصرم في أسياد المال فأين أنت الآن وعلام تعمل ؟
** أنا الآن أشارك في بطولة مسلسل (كوم الحجر) من تأليف كمال مره وإخراج رضوان شاهين والإنتاج عاج وأقوم بدور (بكري) الشاب الشهم (القبضاي) ابن أبيه وهذا المسلسل ينتمي إلى مجموعة المسلسلات الشامية القديمة ولكن بنسخة حلبية أي بلهجة حلبية .