سفر الحجارة.. ملحمة إنسانية وقودها انتفاضة الأقصى
«إننا نقدم ملحمة إنسانية تسلط الضوء على الأحاسيس والمشاعر الإنسانية وتتحدث عن المقاومة والصمود».. بهذه الكلمات عرّف الكاتب هاني السعدي عمله الجديد «سفر الحجارة» إخراج يوسف رزق وإنتاجه وبطولة وائل رمضان، نادين، نضال سيجري، روعة ياسين، ميلاد يوسف، عاصم حواط، صفاء رقماني، قاسم ملحو، سليم كلاس، فيلدا سمور، ليلى سمور، أمية ملص، فائق عرق سوسي، تيسير إدريس، عبدالفتاح المزين، سليمان رزق، ربى السعدي...
ويؤكد السعدي أنه اتبع طريقة خاصة في تناول العمل وهي أسلوب «اللعب على المكشوف» وذلك عبر تحريك الشخصيات ومتابعة الأحداث لأن موضوع الصراع بين الطرفين العربي والإسرائيلي هو أمر واضح ومُعلن في أنحاء العالم كلّه، أما المخرج يوسف رزق الذي عُرف عنه تقديم الأعمال الاجتماعية الجريئة فيشدد على أن هذا العمل هو الأول له عن القضية الفلسطينية، إلا أنه في حقيقة الأمر هو مسلسل اجتماعي أيضاً لكنه يحكي عن الانتفاضات في فلسطين، ويحمل روح وهوية المقاومة من خلال أكثر من فصيل فلسطيني دون الاشارة إلى من هي تلك الفصائل لأنه يتم تناول المقاومة بشكلها العام، كما تم إدخال ما يجري في غزة اليوم ضمن الأحداث ليأتي المسلسل معاصراً وحياتياً وأكثر التصاقاً وارتباطاً بما يجري حالياً.
الرؤيا الإخراجية
حول طبيعة العمل وخصوصيته والرؤيا الإخراجية حوله كانت لنا هذه الوقفة مع المخرج يوسف رزق:
ـ تناول الانتفاضة والقدس ضمن عمل درامي يتطلب إمكانات إنتاجية تضمن تقديم المصداقية المطلوبة للصورة خاصة أن فقر الصورة سينعكس سلباً على العمل، فما الإمكانات التي تم توفيرها للعمل ؟
ما يتطلبه العمل سنوفره بالكامل إذ تتم التحضيرات على أعلى مستوى موجود في المنطقة. وبالتالي لن تكون الصورة فقيرة أبداً لا بل إن مهندس الديكور ومصمم الملابس ومنسق المناظر يعملون جميعاً لتحقيق هذه المصداقية وعلى سبيل المثال إننا نحوّل الأسلحة السورية الروسية الصنع إلى ما يوازي الدبابة الإسرائيلية والمصفحة وعربات النقل.
• غالباً ما تقع هذه الأعمال في مطب المباشرة والخطاب التقريري، فكيف تم تفادي هذا المطب ؟
العمل فيه عمق إنساني وميلودراما فهو ليس مجرد نقاش تاريخي أو رصد وثائقي وإنما نقدم من خلاله شخصيات من لحم ودم كما نقدم حياة وصراعات أعتقد أنها ستصل إلى الناس بشكل سلس جداً، وشأنه شأن أعمالي السابقة سيكون هناك تركيز على الجانب الاجتماعي.
• هل سنرى حياة واقعية تلامس ما يحدث على الأرض فعلاً ؟
أعتقد أننا كنا أقرب ما يمكن إلى الحياة المعاصرة للفلسطينيين واليهود الذين يعيشون في القدس، وقد تناولنا أكثر من نموذج اجتماعي فهناك «المراهق، المستهتر، المقاومة، الخائن، الرافض لإسرائيل، المُحب، الكاره، السوي أخلاقياً، غير السوي..».
ـ كيف يمكن تقديم عمل عن فلسطين يتقبله العرب والغرب معاً ؟ خاصة أنه في مثل هذه القضايا قد تختلف عناصر لغة الخطاب بينهما!..
الإنسان هو الإنسان أينما كان، وعندما تريد إيصال رسالة ما يمكن للجميع فهمها أكانوا عرباً أم غربيين.
• لكن علتنا دائماً أننا لا نعرف كيف نخاطب الغرب!؟
على المستوى التقني والإخراجي فاللغة المُستخدمة معاصرة جداً وتماثل ما يتم العمل به في أنحاء العالم كلّه، أما بالنسبة للموضوعات التي نناقشها فلا أظن أن أحداً في العالم اليوم لا يعرف ماذا تعني كلمة «الصهيونية» وكيف أن اميركا تغتصب العالم فذراعها طويلة وتريد فرض هيمنتها وسيطرتها لتكون هي الشعب المختار!..
وبالتالي يمكن أن يفهم الغرب رسالتنا فهي ستؤثر بشكل أو بآخر والدليل أن مسلسلات مثل «الخط الأحمر» و«حاجز الصمت» وصلت إلى الغرب حتى أنه أتتني مكالمات هاتفية من أشخاص في أميركا لا يفهمون اللغة العربية عبروا من خلال كلامهم عن إعجابهم بما رأوا، وقد أتت هذه تصريحات من مركز معالجة الإيدز العالمي.
الشخصيات
يؤدي وائل رمضان شخصية خالد وهو شاب فلسطيني تخرج طبيباً وبتفوق من إحدى جامعات لندن، لكنه رغم المغريات المادية من جهة والتهديدات من جهة أخرى يرفض البقاء في الغربة ويفضل العودة إلى فلسطين كي يخدم أبناء بلده وهناك يصطدم بخبر تعرض أخته للاغتصاب والقتل على يد مجموعة من الشبان الصهاينة المتشددين فيبدأ رحلة البحث عن هؤلاء القتلة وما إن يجدهم حتى يأخذ بثأر أخته.
ويؤدي قاسم ملحو شخصية خلدون التي تتصف بالعبثية فهو لا يهتم بالقضية وإنما همه الأساسي نفسه فقط، لكنه يتورط مع جماعة من جهاز الموساد الإسرائيلي لا يعرف هويتهم في البداية ولكن تتمكن هذه الجماعة من السيطرة عليه وفرض مساعدته لها من خلال مخطط صهيوني تبلور بجعله مدمناً على المخدرات وإقحام فتاة صهيونية جميلة في حياته ليصبح جاسوساً على الخلايا المقاومة، ويبدأ خطواته الأولى بالتجسس من خلال الانتساب للقيادة العامة ومن خلاله يتم اغتيال أحد زعماء المقاومة الكبار مما يحز في نفسه ويوقعه فريسة صراع داخلي بين واقعه كجاسوس وبين واقع أبناء شعبه المقاومين.
ويؤدي تيسير ادريس دور زعيم خلية الشهيد الذي يكون فيها عدد من المقاومين الشجعان.
موضوع: سفر الحجارة.. ملحمة إنسانية وقودها انتفاضة الأقصى 
الأحد يونيو 14, 2009 2:32 am
