لم يبد المخرج السوري بسام الملا أي انزعاج أو غضب ونحن نوجه له سيل «الكلام الجارح» الذي وجهه له الممثل سامر المصري «أبو شهاب» بعد استبعاده من الجزء الرابع من باب الحارة. وكان رد الملا يبرز مدى هدوئه وعدم اكتراثه لما قاله «أبو شهاب» في حواره مع «عكاظ» الذي نشر السبت الماضي، وبدا هدوء الملا جليا عندما قال ـ قاصدا المصري: الله يسعده ويبعده، وفند كل التهم التي وجهها له بكل أريحية. الملا الذي بدا قلقا على مسلسله، ليعرف ما آلت إليه نسب المشاهدة بعد أن ظل محافظا على صدارة الأعمال الرمضانية لثلاث سنوات، أكد أنه عاقد العزم على إخراج الجزء الخامس محتفظا لنفسه بالمفاجآت التي يحملها العمل من دخول نجوم واستبعاد آخرين. وأذاع الملا خبرا مفاده أنه سيتعاون مع الفنان بسام كوسا وعباس النوري في أعمال درامية، لكنه أكد أن حبل الود مع أبو شهاب قد انقطع للأبد. أسئلة عديدة واجهنا فيها المخرج الملا، محاولين أن نجد لديه إجابات شافية حول ما يدور عن العمل وخلافه مع نجومه المبعدين، ومصير «أبو شهاب» في باب الحارة، وذلك في مكتبه في حي المزة في دمشق، فحصدنا إجابات حصرية لـ«عكاظ» تتوالى في السطور المقبلة:
* بداية.. هل هناك جزء خامس من باب الحارة؟
ــ نعم.. إلى هذه اللحظة هناك جزء خامس يكتب، وسيصور بعد شهرين تقريبا، ووضعنا خطة العمل ولم نقرر بعد الملامح النهائية للأحداث حتى ينتهي كمال مرة من كتابته.. وسيشهد المسلسل العديد من المفاجآت منها دخول نجوم جدد للعمل وأحداث أكثر سخونة، ولكني لم أتخذ القرار النهائي بعد في الشكل الذي سيظهر عليه الجزء الخامس من المسلسل.
* هذا يعني أنك ستغلق باب الحارة في الجزء الخامس نهائيا؟
ــ نعم.. أعتقد أنه سيكون آخر أجزاء العمل.
ردود أفعال
* كيف ترى ردود الأفعال تجاه الجزء الرابع؟
ــ أنا راض عن نتائج العمل حتى الآن، والمسلسل مشاهد بنسبة كبيرة وفق ما أكدت أكثر من شركة إحصاء، وهو ناجح جماهيريا في الوطن العربي وخارجه حتى إن بعض «الكركترات» التي قدمتها في الجزء الرابع راقت للبعض وبدأ بتقليدها مثل شخصية النمس وغيرها، نحن احترمنا المشاهد وقدمنا عملا فنيا راقيا. ومن وجهة نظري، إن ما قدمناه في الجزء الرابع أفضل من الجزء الثالث بمراحل.
* يعاب على العمل أنه تحول إلى مسلسل حربي وابتعد عن الأحداث الاجتماعية التي أحبها الناس؟
ــ طبيعة الحدث فرضت ذلك، فالعمل تتطور أحداثه، ورأينا في نهاية الجزء الثالث تحرير بعض السجناء وقتل السرية الفرنسية، فهذه الأحداث انعكست على الجزء الرابع، ودخلت الحارة في حصار تحت تأثير تلك الأحداث. وبدأ العمل يأخذ المنحى الحربي الثوري، لكن هناك حلقات متقدمة ستعود فيها الحياة الاجتماعية للحارة كما كانت وأكثر جمالية.
البطولة الجماعية
* لكن العمل يفتقد لحضور البطل؟
ــ باب الحارة منذ بدايته اعتمد على البطولة الجماعية وليست الفردية، رغم تمايز بعض الأشخاص بالأدوار، إلا أن العمل حقق نجاحا كبيرا بغياب بسام كوسا مثلا عن الجزء الثاني، كذلك في الجزء الثالث بغياب أبو عصام، فأنا أؤمن بالبطولة الجماعية في جميع أعمالي الدرامية.
* هل حاولت تغطية غياب النجوم الكبار في العمل بالحضور الأنثوي الطاغي؟
ــ لم أغلب الجانب الأنثوي على الجانب الذكوري، فليس هناك شخصية نسائية متفوقة على الرجل في المسلسل، لكن لظروف خروج رجال الحارة بسبب الحصار التي فرض عليها وحقنا للدماء، فإن المرأة في الحارة برز دورها في الدفاع عن الحارة وقدمت تضحيات كبيرة وشاركت في الثورات وساهمت بفعالية في طرد المستعمر الفرنسي.
* بعض المشاهدين شبهوا أحداث الجزء الرابع بمسلسلك السابق «الخوالي»، هل هذه المقارنة صحيحة؟
ــ ليس هناك تشابه بين المسلسلين سوى في موقع واحد فقط، لكن المعالجة والبناء مختلفان تماما في المسلسلين، فكل عمل يأخذ منحى خاصا، وتشابه الموقع لا يعني تشابه العملين.
البحث عن «أبو شهاب»
* الجمهور يبحث عن «أبو شهاب» الذي ما زال ظله حاضرا في العمل بشكل كبير؟
ــ حقيقة لم أستبعد «أبو شهاب» الشخصية، لكن استبعدت الممثل بسبب تصرفاته، فشخصية «أبو شهاب» حاضرة في الرابع وستحضر في الجزء الخامس.
* لكن.. ربما الجمهور يرفض تجسيد ممثل جديد لشخصية «أبو شهاب»؟
ــ سأحاول أن أقدمه بشكل جيد، لكن أكثر ما أخافه رفض المشاهد لهذا الممثل، وإذا خلق لدي إحساس بأن المشاهدين سيرفضونه سألغيه، أو أجد حلا دراميا آخر لا يظهرها تماما مثل ما حدث في الرابع.
* الفنان سامر المصري شن عليك هجوما لاذعا بعد استبعادك له، ما ردك على ذلك؟
ــ لا أحب الرد على سامر، لأنه يعيش حالة نفسية صعبة، ويعاني من توهان في الرأي بعد خروجه من باب الحارة، وبدأ يتحدث بكلام غير موزون، وأوجه له رسالة عبر صحيفتكم أقول له: (الله يسعدك ويبعدك)، ولن يقف أمام كاميرا أشرف عليها، ولن يكون معي في أي مسلسل.. وهذا قرار اتخذته بعد أن تعامل سامر بشكل مسيء، وسأرد عليه بهذا البيت الشعري:
إذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
والجزء الرابع ناجح بشهادة الجمهور، وهذا أكبر رد على الأقاويل التي تحدث بها سامر.
استبعاد النجوم
*لكن المصري لم يكن أول النجوم المستبعدين.. فقد سبق أن استبعدت نجوما من العمل؟
ــ لم أبعدهم بل إن أغلبهم أبعد نفسه بنفسه، وبقيت متواصلا مع بعضهم لأثنيه عن قرار ترك العمل حتى اللحظات الأخيرة، وهو ما حدث تماما مع الفنان نزار أبو حجر (أبو غالب)، أما مع الممثل عباس النوري وباقي نجوم العمل فهناك خلافات حول أمور معينة، لكنني لم أبعد أحدا سوى «أبو شهاب» بسبب تصرفاته وتصريحاته وأفعاله التي أساءت للعمل ولشخصيته. ويبقى العمل مشروعي الخاص، ومن حقي الدفاع عنه ولو أساء له أقرب المقربين لي لأبعدته.. فأنا من صنع هؤلاء «الكركترات» والأعمال الشامية هي مشروعي الشخصي منذ «أيام شامية»، مرورا بـ«الخوالي» و«ليالي الصالحية» وانتهاء بـ«باب الحارة»، فاستبعادهم عن العمل ليس نرجسية مني، لكن البعض يسيء للعمل، وهناك خلافات تحدث، فمن حقي أن أدافع عن مشروعي، حتى عندما تنجح شخصية معينة فإن ذلك يريحني في العمل بدلا من إحضار شخصيات جديدة.. لا أهوى إبعاد النجوم كما يشاع، لكن من يخون الأمانة المهنية ويلوي ذراع العمل، فإنه سيطرد، أحترم الممثل لأنه أحد أسباب نجاح العمل لكن دون أن يسيء له.
* ماذا عن وضع اسمك في الشارة مع نجوم العمل في البداية، كما ذكر سامر المصري؟
ــ هذه ليست المرة الأولى، بل سبق ووضعت اسمي مع نجوم العمل في مسلسل «الخوالي»، ولم يعترض أحد. ويبدو أن سامر قد خانته الذاكرة وبدأ يهذي كثيرا.
أعمال مستقبلية
* هل ستتعاون مستقبلا مع النجمين بسام كوسا وعباس النوري؟
ــ نعم.. هناك تعاون معهما في أعمال مقبلة، فالعلاقة مع كوسا والنوري أكثر من رائعة، وسنعمل في مشاريع فنية، وليس هناك خلاف بيني وبينهما إطلاقا، وما حصل مع النوري مجرد اختلاف في وجهات النظر، لكن اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية.
* البعض قارن بين باب الحارة وبيت جدي.. هل هذه المقارنة واقعية؟
ــ لم أشاهد بيت جدي، لكني أود القول إن هناك مضاربة غير شريفة على الأعمال الشامية بعد نجاح «باب الحارة»، وهذا أمر مزعج، فبدت بعض الأعمال كأنها مسخ، وليست حقيقية، فهذه النوعية تحتاج لمخرج متخصص.