صفاء سلطان: مش معقول أعمل جراحة تجميل لأشبه ليلى مراد
تعرضت الفنانة السورية صفاء سلطان التى تجسد دور الفنانة الراحلة ليلى مراد فى مسلسل «قلبى دليلى» لهجوم عنيف وصل إلى حد وصف صوتها بـ «الصوصوة»، فيما سخر آخرون من طريقة الأداء معتبرين أنها تجسد دور شادية وليس ليلى مراد، ورغم ذلك تتمسك الفنانة السورية، التى تخوض تجربتها الأولى فى مصر، بأنها قدمت الشخصية بالشكل الأمثل، وتستحق الثناء على المجهود الذى بذلته طيلة 6 أشهر من التصوير.
الشروق: تعرضت لهجوم شديد من النقاد بسبب ليلى مراد، فلماذا؟
صفاء: هاجم بعض النقاد أدائى وشكلى، رغم أننى شرحت لهم أن عدم وجود تشابه بينى وبين ليلى مراد ليس مبررا لاتهامى بالفشل، وقلت لهم أن 75% من الجمهور لا يعرفون شكلها فى المرحلة الأولى، ولكنى اجتهدت وحاولت أن اقترب.
الشروق: لكن هناك علاقة وثيقة بين الشكل والدور؟
صفاء: أعترف بأن الشكل مكمل للدور وأنا ضممت لشخصية ليلى تفاصيل كثيرة أخرى منها الرقة والنعومة وطرقة التفكير العفوية، ولكن مش معقول أعمل عملية تجميل علشان أؤدى دور ليلى مراد، وأطلب من النقاد أن يحضروا أى ممثلة فى الوطن العرب كله تشبه ليلى مراد 100%.
الشروق: وما رأيك فيما كتب عن استخدامك لطبقة صوت أقرب لـ»الصوصوة»؟
صفاء: أرى أنهم تسرعوا فى الحكم على طبقة الصوت التى استخدمت لأنى استخدمتها فقط من الحلقة 7 إلى الحلقة 10، كى أشعر الجمهور بمرحلة ما فى حياة ليلى، وحتى عندما أتخلص منها بعد ذلك يشعر الجمهور أن ليلى انتقلت إلى مرحلة أخرى مختلفة.. وأنا حبانى الله بموهبة تقليد الأصوات فلذلك حاولت استخدامها، وعموما فالجمهور «حفظ ليلى مراد» فى مرحلة أنور وجدى وأفلامها معه، وهى مرحلة نضجت فيها ليلى وتغيرت نبرة صوتها وهذا ما ستجدونه بالفعل فى العمل، لأنه يحتوى على خمس مراحل تتغير فى كل منها شكل وصوت ليلى بما يناسب المرحلة..
وقصدت أن أوضح أن ليلى فى بداية حياتها لم تكن تملك خبرة التحكم فى صوتها وطبقاتها وكان لها «لزمات» مميزة بصوت معين مثل كلمة «أوى يا أستاذ» ولكنك ستجد فيما بعد مرحلة مختلفة من الحلقة 10 إلى 13 ثم بعد ذلك مرحلة أخرى من 13 حتى 28 ثم من 28 إلى 31 وستجد الكلام أصبح رزينا جدا وكل الصفات ستوائم المرحلة.
الشروق: هل ترين أن النقاد تحاملوا على العمل؟
صفاء: لا بالعكس النقاد لم يتحاملوا، وشرف كبير لى أن النقاد الكبار كتبوا عنى ولكنهم للأسف لم يكتبوا عن أدائى، ورفيق الصبان مثلا قال لى فى أثناء مكالمته «انتى حاجة مهمة جدا ولازم نحافظ عليكى».
الشروق: وهل تجدين أن الجمهور يتخذ الموقف نفسه من المسلسل؟
صفاء: الفنان عندما ينجح فى شخصية ما تجد الناس تردد كلمات معينة فى الدور ولا تنساها فمثلا أنا لا أنسى الممثل الذى قال «الكبير كبير.. والنص نص» حتى الآن... وأقسم بالله أنى فى أحد الأيام مرضت والدتى وذهبت بها إلى أحد المستشفيات فوجدت الممرضات يرددن حوار ليلى مراد مع محمد عبدالوهاب فى أحد المشاهد ولم أتمالك نفسى من الفرحة فى ذلك الوقت.
الشروق: ألم تخافى من أن دورا مثل ذلك قد يرفعك للسماء أو يهبط بك إلى الأرض؟
صفاء: إطلاقا، لأنى واثقة من أدائى كممثلة وأنى سأؤدى المطلوب منى، ولكن جاء خوفى بعد ذلك من أن ليلى مراد محبوبة فكان من الصعب أن أقدمها فتتغير وجهه نظر الناس عنها أو عنى، ولكن كل ما فكرت فيه هو أن دور ليلى كنز لأنى أعشقها وأنام على غنائها منذ طفولتى، ولذلك لم أفكر أو أتردد ولم أنظر إلى أنها نقلة نوعية ومرحلة فاصلة.
الشروق: إذا عرض عليك سيرة ذاتية أخرى هل ستقبلين؟
صفاء: لا.. فأنا تعبت جدا واستهلكت فى هذا العمل طوال 6 شهور.. وإذا حدث وجذبنى دور فلن يكون قبل وقت كبير جدا، أولا لأخذ قدر من الراحة، وثانيا لأحضر له أكثر مما فعلت مع ليلى مراد.
الشروق: عاب البعض حب ليلى مراد لمحمد عبدالوهاب، وقالوا إنه غير حقيقى؟
صفاء: لا أملك إلا أن أقول اقرأوا كتاب صالح مرسى وستجدون كل ما يخص تلك الفترة على لسان ليلى، ولم يختلق المؤلف أى شىء.. ولكن للأسف النقاد يتركون الأشياء الأساسية ويسعون خلف تفاصيل وأشياء لا تذكر.
الشروق: ما رأيك فى القول إن شكلك وأداءك كان تجسيدا لشادية وليس ليلى مراد؟
صفاء: أقول لمن يقول ذلك ركزوا ولو قليلا، فمع أنى من أشد المعجبين بشادية، ولكنهم بقليل من التمهل سيغيرون وجهة نظرهم، كما أننى أكرر: ركزوا شوية فى الروح وبلاش الشكل لأن السيرة الذاتية لا تعتمد على الشكل ولكن الروح.. كما أنى لا أقبل أن يشبهنى أحد بذلك من باب التسفيه والسخرية وأقبل فقط النقد البناء وأحتفظ به أيضا فى مكتبى.. وفى النهاية الجمهور فى البيت هو اللى يحكم وهو صاحب الكلمة والقرار، وقناعتى أن العمل ناجح جدا مع الناس، وعموما أنا مندهشة جدا أن كل مواقع الإنترنت العربية أشادت بالعمل ما عدا المواقع المصرية هاجمتنى بشدة.
الشروق:هل لذلك علاقة بأنك سورية؟
صفاء: فى الأصل والدى أردنى وأمى سورية، وأعتبر نفسى سورية لأن أول مرة أقف أمام الكاميرا كانت فى سوريا مع الفنان ياسر العظمة وهو فنان فى قامة عادل أمام بمصر.. وأحب أن أقول لك شيئا إن عادل إمام كلمنى وهنأنى على العمل، وقال لى أنت رائعة ومصر كلها فرحانة بيكى وهذا يكفينى كما أن المخرج جلال توفيق أيضا اتصل بى وقال لى «إنتى حسستينى إنى بأشوف ليلى مراد وهذا الكلام وسام على صدرى حتى إذا لم تتكرر تجربتى فى مصر.
الشروق: هل تؤمنين بوجود صراع بين الدراما المصرية والسورية؟
صفاء: أنا متعجبة جدا مما أسمعه وأقرأه، فدائما الفن المصرى والسورى خصوصا فى حالة انسجام، ما الجديد إذن ؟ فايزة أحمد، وعبدالسلام النابلسى، وسعاد حسنى، ونجاة كلهم أصولهم سورية، والفن ليس حكرا على أحد.
الشروق: ما أصعب مشاهدك مع ليلى؟
صفاء: مشهد طلاقها من أنور وجدى كان مستفزا جدا وشعرت كم جرحت هذه المرأة الحساسة و«مكنتش قادرة أبص على أحمد فلوكس» كما أن مشهد وفاة أبيها أرهقنى جدا وظللت أبكى بعده حوالى ربع ساعة واحتضننى الأستاذ عزت أبوعوف وبكى معى بعده، وأيضا مشهد وفاة نجيب الريحانى.
الشروق:كيف أفادتك توجيهات المخرج؟
صفاء: محمد زهير كان قارئا جيدا لليلى مراد وكان يقوم بالتركيز على نقاط كثيرة جدا، وأحيانا كنت أصطنع العفوية فيراجعنى، وكان ديمقراطيا جدا ويحترم جهد الفنان.. وكان أيضا من أشد المعترضين على طبقة الصوت التى تعاملت بها فى البداية، ولكن بعد مناقشتنا قلت له إنه تون مستعار فى فترة من الفترات فاقتنع.
الشروق:وهل، حقا، منعك المنتج من السفر لزيارة والدتك المريضة حتى الانتهاء من التصوير؟
صفاء: إسماعيل كتكت كان يخشى أن أسافر مع أمى وأبقى معها فى سوريا ولا ينتهى التصوير، ولكن أنا بحترم الشغل جدا وفى نفس الوقت أمى مريضة جدا ويلزم لها عمليه قلب مفتوح وتغيير أربعة شرايين، فاستأذنت المخرج أن أسافر معها لأوصلها فقط وأعود، وبالفعل سافرت واتفقت مع الأطباء على العملية وعدت بعد 14 ساعة فقط ولم يتعطل التصوير إطلاقا فقد نفذوا «أوردر» أثناء سفرى، لكن التصوير توقف قبل ذلك من أجل أحمد فلوكس، ولكن فى النهاية كان لابد أن أسافر مع أمى لأنها لو حدث لها شىء وأنا لست معها كان التصوير سيتوقف بالفعل وقتها لأنى بشر من لحم ودم.
منقول من الشروق